وزارة الطاقة الأمريكية تختار “ديل” لبناء الحاسوب الفائق “دودنا”
- د. سامر المغامسي
- 30 مايو
- 2 دقائق قراءة

بيركلي، كاليفورنيا | 30 مايو 2025
أعلنت دائرة مختبرات وزارة الطاقة الأمريكية القريبة من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، يوم الخميس، اختيار شركة ديل تكنولوجيز لتصميم وبناء حاسوبٍ فائقٍ جديدٍ سيُدعى “دودنا” (Doudna)، تكريمًا للعالمة جينيفر دودنا الحائزة على نوبل في الكيمياء 2020. ومن المقرّر أن يبدأ التشغيل التجاري للجهاز في عام 2026، ليشكّل تقلّبًا مهمًّا في سوق الحوسبة الفائقة الحكومية.
اندماج الذكاء الاصطناعي والحوسبة العلمية لطالما اعتمدت الحواسيب الفائقة الحكومية على معالجات دقيقة جدًا (64-بت) لمحاكاة العمليات الفيزيائية والكيميائية المعقّدة، بينما استخدمت منصّات الذكاء الاصطناعي التجارية تعليمات أقل دقة (16-بت أو 8-بت) لتحقيق سرعات أعلى في تدريب النماذج. ويهدف “دودنا” إلى الجمع بين هذين العالمين من خلال شرائح نفيديا المتخصّصة للذكاء الاصطناعي، والتي تدعم خليطًا متنوّعًا من حسابات 8-بت وحتى 64-بت، ما يتيح للباحثين تغيير دقّة الحسابات وسرعتها حسب الحاجة.
عشرة أضعاف سرعة الأجهزة الحاليةيتوقّع مختبر لورانس بيركلي الوطني أن يقدّم “دودنا” تحسّنًا في الأداء يفوق عشرة أضعاف مقارنةً بأقوى أنظمة المختبر الحالية. ويشير جوناثان كارتر، المدير المساعد لشؤون علوم الحوسبة في المركز، إلى أنّ الجهاز الجديد سيصبح المورد الأكبر لوزارة الطاقة في مهام مثل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لا سيما في محاكاة ظواهر الطاقة الجيوحرارية والاندماج النووي.
“يلبي تصميم دودنا تنوّع احتياجات أكثر من 11,000 مستخدم في المركز، من محاكاة المفاعلات إلى تحسين خوارزميات الذكاء الاصطناعي.”— جوناثان كارتر، مركز لورانس بيركلي
انتصار غير متوقع لديل على HPEشهد سوق وزارة الطاقة هيمنة دائمة لشركة هيوليت باكارد إنتربرايز (HPE)، التي نفّذت ثلاثة من أضخم مشاريع الحواسيب الفائقة الحكومية السابقة. إلا أنّ فوز ديل بصفقة “دودنا” شكّل مفاجأة، إذ لم تكن لها حصة واضحة في هذا النطاق الراقي من السوق حتى الآن. وعلّق أديسون سنيل، الرئيس التنفيذي لـIntersect360 Research:
“ كانت تهيمن على مشاريع وزارة الطاقة لعقود HPE ، وفوز ديل هنا إنجاز مهمّ يُثبت قدرتها على المنافسة في أعلى مستوى.”
ابتكار في اختيار المعالجات يشهد “دودنا” تغييرًا تقنيًا جوهريًا عبر اعتماد معالجٍ عامّ مبنيٍّ على تقنيات شركة آرم البريطانية بدلاً من معالجات Intel وAMD التقليدية. ويهدف هذا التوجّه إلى خفض استهلاك الطاقة وزيادة التكامل مع بنية نفيديا للذكاء الاصطناعي.
دفع سباق الذكاء الاصطناعي وصف كريس رايت، وزير الطاقة، المشروع في فعالية الإعلان بأنه “أداة رئيسية للفوز في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي”، مقارنًا تطوّر الحوسبة الفائقة بإنجازات “مشروع مانهاتن” التاريخي. ويأتي “دودنا” في سياق مساعي وزارة الطاقة لتحقيق مستوى “إكساسكيل” الفائق، بعد استثمار 1.8 مليار دولار على مدى ثماني سنوات في مشاريع سابقة مثل “إل كابيتان” في مختبر لورانس ليفرمور.
نظرة مستقبلية من المتوقّع أن يمثّل “دودنا” نموذجًا يُحتذى به لمختبرات حكومية وأكاديمية حول العالم، تجمع بين دقّة الحوسبة العلمية وسرعة الذكاء الاصطناعي. ويعدّ هذا المسعى خطوة أساسية نحو فتح آفاق بحثية جديدة في مجالات الطاقة النظيفة، تطوير المواد المتقدمة، وتصميم الأدوية الذكية.
Comentários