top of page
© Copyright

أمازون تكشف عن Alexa+: مستقبل الذكاء الاصطناعي في منزلك

صورة الكاتب: د. سامر المغامسيد. سامر المغامسي


تتجه شركة أمازون بخطى واثقة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي في حياة المستخدمين، إذ أعلنت مؤخرًا عن تحديثات جذرية لمساعدها الصوتي الشهير Alexa، في أكبر تجديد له منذ إطلاقه قبل أكثر من عقد من الزمن. هذا التحديث الذي يحمل اسم Alexa+ لا يُعد مجرد تحسين بسيط؛ بل هو ثورة في طريقة تفاعل المستخدم مع التكنولوجيا الذكية.

في قلب هذا التحديث تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تمنح Alexa "عقلًا" جديدًا، قادرًا على إجراء محادثات أكثر طبيعية وتفاعلية. حيث يمكن لـ Alexa+ الآن حجز تذاكر الحفلات الموسيقية، وتنظيم الجداول الزمنية، واقتراح قوائم الطعام للتوصيل بطريقة مخصصة لكل مستخدم. ويتوفر Alexa+ مقابل 19.99 دولارًا شهريًا، أو يُشمل ضمن عضوية أمازون برايم التي تكلف 14.99 دولارًا شهريًا، على أن يبدأ طرحه خلال الشهر المقبل.

ولم تقتصر خطة أمازون على تحديث المساعد الصوتي فحسب؛ فقد ألمحت الشركة إلى أنها تعمل على مجموعة واسعة من الأجهزة الذكية التي ستتكامل مع Alexa لتعزيز تجربة المستخدم بشكل شامل. إذ تمتلك أمازون بالفعل منظومة من الأجهزة مثل مكبرات الصوت Echo، وكاميرات Ring الأمنية، وأجهزة توجيه Wi-Fi من Eero، كما تجري تجارب على منتجات جديدة كالنظارات الذكية (Echo Frames) والخواتم الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية. وبهذا تبني الشركة رؤية مستقبلية تربط بين الأجهزة والخدمات لتقديم تجربة منزلية متكاملة وشخصية.

تأتي هذه التحركات في وقت يتسابق فيه عمالقة التكنولوجيا لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجاتهم، سواء كان ذلك من خلال Apple Intelligence في هواتف iPhone 16 أو مساعد Copilot الافتراضي من Microsoft الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من نظام تشغيل Windows. وكان Alexa، الذي أبدعه جيف بيزوس في عام 2014، رمزًا للابتكار آنذاك، لكنه في السنوات الأخيرة اتُهم بالجمود والتركيز على مهام محدودة مثل ضبط المؤقتات وتشغيل الموسيقى والاستفسار عن حالة الطقس ونتائج المباريات.

ولمعالجة هذه التحديات، عملت أمازون على إعادة هيكلة Alexa بالكامل، حيث أعادت بناء دماغ المساعد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تقف وراء روبوت الدردشة ChatGPT. وقد تضمن التحديث أيضًا تحسين قدرات التمييز بين أصوات المستخدمين المختلفين داخل المنزل وتخصيص الإجابات بناءً على تفضيلات كل فرد، سواء كانت الفرق الرياضية المفضلة أو الفنانين أو حتى الأطعمة المفضلة.

وبالإضافة إلى ذلك، حرصت أمازون على منح Alexa+ شخصية مرحة ومميزة، حيث تلقى تدريبات مع بعض الكوميديين ليكون المساعد ليس فقط دقيقًا وسريعًا، بل أيضًا قادرًا على إضفاء لمسة من الفكاهة في التعامل مع المستخدمين. وعلى الرغم من التحديات التقنية مثل التأخير السابق ومشكلة "الهلوسات" التي تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي، فإن التحديث الجديد يعد بحل تلك المشكلات وتحقيق مستوى من الأداء يليق بثورة التكنولوجيا الحالية.

في الختام، يبدو أن أمازون تضع حجر الأساس لعصر جديد من المساعدين الافتراضيين المتكاملين، حيث يلتقي الذكاء الاصطناعي بالتجربة اليومية للمستخدمين بطرق لم نكن نتخيلها من قبل. وبينما تتنافس الشركات الكبرى لتقديم أحدث الابتكارات، تبدو رؤية أمازون واضحة: تقديم منظومة متكاملة من الأجهزة والخدمات التي تعمل معًا لتحويل المنزل إلى مركز ذكي يلبي احتياجات المستخدمين بشكل شخصي وسلس. المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت، ولا شك أن Alexa+ هو مجرد بداية لرحلة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي.

Comments


bottom of page